كل عام وانت بخير يا امي

أمي.........

أحيانا تعجز الكلمات عن وصف ما نشعر به وعن وصف احاسيسنا فيكون الصمت هون ملاذنا الوحيد...

أمي ...لا أدري ما أفعل او ما أقول , لكن.............. اشتقت لك .

. ها قد مرّ عام على رحيلك .. عام مرّ بلمح البصر مخلّفا وراءه ذكرى أليمة , البارحة , جلست في غرفتي أتأمّل وأفكّر ...

كم من وعد وعدتك به وأخلفت ....كم من نصيحة نصحتني بها وأنجزت ..... كم من كلمة طيبة قلتها لي وأنا تذمّرت ..... كم وكم وكم .... ماذا فعلت ؟؟؟ ماذا حققت ؟؟؟
ماذا صنعت ؟؟؟ أشياء و أشياء ... لكنّها كلها ذهبت وتبخّرت ولم يبقى الا ذكراكي يا أمي ........

أمي .... في مثل هذا اليوم من كل سنه , كنت أستيقظ باكرا على غير عادة , أركض اليك بسرعة أسابق اخوتي لاكون اوّل من يقبّل يديك الطاهرتين ... وأقول " كل عام وانتي بخير يا ماما" .. فتبتسمين وتضعين يديكي على جبيني وتقولين" الله يرضى عليكي , وانتي بخير " فأذهب لأحضر هديتي البسيطة اليك مع العلم انّك انت من ساعدتني بجمع ثمنها ومع ذلك تبتهجين و تفرحين كأ نك لا تعرفين وتقدرين ما اقدّم ..

لكن !!! هذه السنة اصبحت استيقظ كل يوم و أذهب الى عملي كالمعتاد من دون أن امرّ بغرفتك من دون أقول لك " يا ماما ادعيلي واترضي علي انا رايحة", سنة مرّت و انا اتجنب المرور قرب غرفتك صباحا ومساء" وفي كل وقت , كأن شيئا لم يكن ,,

انها المرة الاولى التى استيقظ بها في مثل هذا اليوم ولم اسمع صوتها , انها المرة الاولى التى لم اكلمها, نهضت من فراشي وركضت مسرعة الى غرفتها , فنظرت الى سريرها فوجدته فارغا سراب باردا كحال البيت الان من دونها, نظرت حولي , سمعتها تناديني , ركضت الى الخلف فاختفى الصوت , فاذا به يعود مرة اخرى , ركضت الى الامام فنظرت الى سريرها مرة اخرى ,, الغطاء البني يخفي اثارها , فذهبت وجثوت عند السرير , لمست الغطاء, انحنيت وبدأت بشمّه فاذا برائحتها الزكية تفوح منه ياااااااااااا الله ما اجمل هذه الرائحة كم افتقدها , وضعت يدي على الوسادة فبدأت اتلمّسها فوجدتها نائمة , نااائمة يا امي , قبّلتها قبلة عميقة وقلت لها " كل عام و انت بخير يا ماما " ولم أشعر الا و الوسادة قد امتلئت دموعاا عندها افقت لكنني علمت انها هنااك في قبرها قد ممدت يدها و وضعتها على جبيني و ووهبتني رضاها ودعاءها , نعم يا امي لقد فعلتها, فانا احسست فعلا بدفء يدك وحرارتها , شممت عطرك , شعرت بحنانك , كيف لا ومحيّاكي لم يفارقني لحظة واحدة ....
سمعت صوتا من بعيد يتلفظ بصوت خافت " وانت بخير يا ماما " هاا نعم نعم انه صوتك , صوتك الحنون ياااا الله هذه فعلا انت , لم تتركيني يوما واحدا لا في حياتك و لا في مماتك ....

جلست اتذكر حين كنّا نجلس سويا على ذاك الكرسي نحتسي القهوة و نضحك ونخطط ما سنفعل وبعدها اذهب انا واتركك ... لكن هذه المرة هي من تركتني , لو كنت اعلم انها ستذهب بهذه السرعة لما تركتها لحظة وبقيت معها ...


أمي ...
انا من ترابك ذرّة ....
انا من من حقولك حبة ....
انا من أشجارك ثمرة ......
انا من ينابيعك قطرة ......

أمااه .... يا لحنا أعشقه ونشيدا دوما أنشده ...سامحيني ....


ها انا ذا سوف اتركك هنا على سريرك اترقب عودة العام المقبل لرؤياك وللتنعّم بمحياكي ... اعيش وحيدة فها قد رحلتي و في عينيك الف ذكرى ....


اشتقتلك يا ماما