كيومنا هذا
ماطر الأجواء قلبي
كغيمة أرعدت برقا
كموجة اعتلت قاربي
كبرد يشعل في النفس دفئا
...
يذكرنا برمزية الكستناء
يصحبنا برحلة لماضينا
لنرى دفاتر الهوى
تحال لدار القضاء
في محكمة الذكريات نرسو
أفئدتنا جناة ٌ والمطرُ شاهدُ عدل ٍ
والجناية ُ ذكرى في تلك الأجواء
ها قد نزل المطر
قد أتانا وكأنه ساعي بريد
بين حاضرنا والأمس
برقٌ ينيرُ أيامنا الماضية
يُصْحينا من غيبوبة النسيان
ويُذكـّرنا بمن كان يسكن النفس
....
أشتمّ رائحة المطر من بعيد
وكأنه ماءَ وردٍ يفوحُ شذاهُ للسامرين
وكأنه موسيقى فلكلورية
تغني معزوفة لِحيِّـنا المسكين
ترنيمة قصيدٍ
تسكن أحضان المحبين
أحلام أفئدةٍ ثكلى
تنام على وسادة الحنين
نَزَلت قطرات المطر
كزمردٍ حَبَاهُ الله إيَّانا
نزلت تحمل إلهاماً لذا القصيد
والأمس فيها نادانا
افترشت تراب الشارع المنسيّ
في مدينة ذاكرتي
واحتضنت رصيف الفؤاد بذكرانا
ودقت غياهب الماضي
والشوق فيها أشقانا
نزلت والنقاء يسرق لونها
ترامت ونور البرق يوارينا
نزلت كمنظومةٍ تفعيلتها
هزيمُ رعدٍ
قد بات يخطف سكون الليل فينا
رأيت فيها دموع الأمس
دموع فرح ٍوحزن
لا زالت ليومنا هذا تجارينا
في ظلِّ عاصفةٍ وعلى ألحان البرد
حسبت أن الدفء والنار سِيَّان
حسبت أن البرد ينقشع ضبابه
حين تأتي ذكرى الشمس إلى المكان
ظننت الدفء لا روح له
أو أن الروح لا تدفئها
مشاعر الإنسان
كنت واهما ًبأن البرد
أمرٌ عضويٌ فحسب
لكنني مع تداول الأيام
عرفت أن البرد برْدُ قلبي
وأدركت أن الدفء
دفؤ النفس والوجدان