الدكتور عماد الرقيق: غياب الضوابط الأخلاقية داخل العائلة وراء عدم احترام الأطفال للآخرين

الدكتور عماد الرقيق: غياب الضوابط الأخلاقية داخل العائلة وراء عدم احترام الأطفال للآخرين
عنف وكلام بذيء وشتائم وسباب وصياح، كلها سلوكيات سلبية أصبحت متفشية في صفوف الأطفال والمراهقين.

هذه السلوكيات المشينة أصبحت تقلق أفراد المجتمع وجعلتهم يطلقون صرخة فزع متسائلين عن الأسباب التي أدت إلى تدهور سلوك أطفالنا الصغار وجعلتهم عاجزين عن احترام ذواتهم واحترام الآخرين.

فما هي أسباب تدني الأخلاق لدى فئة الأطفال؟ وكيف يمكن علاج هذه السلوكات المضطربة؟ وكيف نعلم الطفل احترام الآخرين واحترام ذاته؟

يشير الدكتور عماد الرقيق مختص في علم النفس إلى أن الأسباب التي تجعل الطفل مشاكسا وعنيدا وأخلاقه متدنية عديدة ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:



* غياب القدوة والتقليد



وأول هذه النقاط غياب الحدود والضوابط الأخلاقية داخل العائلة. فإذا كانت الأم مثلا عصبية المزاج ولا تكفّ عن الصراخ واختلاق المشاكل والخصومات مع الزوج والأهل والجيران وإذا كان الأب غير ملتزم بحدود الأخلاق فيسمح لنفسه بسب الجلالة وشتم زوجته وأهانتها ماديا ومعنويا أمام الأبناء فإن النتيجة ستكون سلبية على الأبناء ومن غير عناء سيشرع الطفل الصغير في تقليد والديه فيشب على هذا السلوك المشين.

ويضيف الدكتور عماد الرقيق في شرحه لظاهرة السلوك السيئ لدى الأطفال قائلا: كما يتلقى الطفل المبادئ الأساسية للتعليم بالمدرسة يتلقى المبادئ والركائز الأساسية للأخلاق من والديه. وكما يمكن الحديث عن الضعف في الدراسة يمكن الحديث عن ضعف المبادئ الأخلاقية ومن هذا المنطلق فإن الوالدين يجب أن يكونا القدوة لأطفالهم أخلاقيا وإذا غابت الأخلاق عند القدوة غابت عند الأطفال.

ويمكن إرجاع الاضطراب السلوكي عند الأطفال وتدني أخلاقهم إلى كثرة المشاكل في صلب العائلة فيجد الطفل في ممارسة العنف في الشارع والتفوّه بالكلام البذيء نوعا من التنفيس عن المكبوتات وتحقيق بعض التوازن النفسي المفقود فالطفل يعيش انفجارا داخليا نتيجة كثرة الانفعالات والتراكمات النفسية وربما الفقر والحرمان وهذه العوامل مجتمعة تحوّله إلى شخص منحرف في السلوك والأخلاق.



* الحلول والنصائح



إن عملية إنقاذ الطفل من السلوكات المنحرفة وتعليمه كيف يحترم الآخرين مهمة مشتركة بين الأسرة والمؤسسة التربوية والمؤسسات الثقافية.

ويلعب الأولياء الدور الأهم في عملية تقويم سلوك الأطفال المنحرفين وذلك من خلال غرس روح احترام الآخر في نفوس الناشئة وتعليمهم ضرورة الحفاظ على الحدود الأخلاقية والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تفرض احترام الصغير للكبير.

ـ تدخل الأعمام والأخوال والأسرة الموسعة لإصلاح سلوك الطفل الجانح ومساعدته على التخلص من ضغوطاته بعرضه على أخصائي نفساني أو بتقديم الإحاطة النفسية اللازمة له لاستعادة توازنه النفسي والعاطفي المفقودين لسبب من الأسباب.

ـ إبعاده عن الشارع ومنعه من مخالطة أصحاب السوء والأطفال الجانحين.

ـ دفعه للانخراط في بعض الممارسات الثقافية وتشجيعه على ارتياد دور الشباب والثقافة لان هذه الأماكن من شأنها أن تهذّب سلوك الطفل وتعلمه الالتزام واحترام الآخر.

ويضيف الدكتور عماد الرقيق قائلا إن غياب عنصر الثقة بالنفس لدى الطفل يمكن أن يجعله طفلا مهزوزا نفسانيا وغير قادر على احترام الآخرين ولكي يستعيد الطفل ثقته بنفسه يجب إتباع الخطوات التالية:

ـ أوليه اهتماما خاصا لأن هذه العملية تمنح الطفل الفرصة لتعزيز تقديره لنفسه وسوف يفهم أنه مهم جدا بالنسبة إليك وأنه موضع تقدير أيضا.

ـ علّميه احترام القواعد، ضعي قواعد عقلانية مثلا أفهميه أنه يجب تناول الطعام في المطبخ ولا تسمحي له في اليوم التالي بالتجوّل في أنحاء المنزل والطبق بين يديه.

ـ إرساء القواعد الواضحة والصارمة يبث في نفسه روح الطمأنينة والشعور بالاستقرار.

ـ امنحيه حبا غير مشروط ولا تنسي أن تعبري له بالكلام عن حبك له.