إلى ســيـدة تـخــونـنـي مـع " الـنـسـيـان

إلى ســيـدة تـخــونـنـي مـع " الـنـسـيـان "
" إلى آخر المؤمنات بشرعية الاستعمار و الاحتلال .. في القلب و الذاكرة "


(1)

كـلـمـا تـحـدثـتِ عـنـي في نـفسِكِ الـداهيــةْ
تــحـــدثــتُ عـنْ وهْـجَــــكِ .. فــي الـعـلـــنْ
كـــلــمــا نــفــيــتــنــي إلى غــربــــةٍ ثــــانـــيــــــةْ
أهـديـتُ لــعــيــنــيـكِ الـجـمـيـلـتـيـنِ , وطـنْ
كـلـمـا غــالـيـتـيْ في تـجـاهـلـيْ , يا قاســيـةْ
تـشبـثـتُ بِظلِّكِ , على الـجـفــنِ , كالوسنْ
كـلـمـا أطـفــأتِ زهرةَ " الـذكـرى " الـقـانـيـةْ
أوقــــدتُ زهــرةَ " الــبــقــــاءِ مـع الــزمــــنْ "
يـــا ســــيـدةً تــرفــضُ الأفــعــالَ الــمــاضــيـةْ
مـــاذا ســـأفــعــلُ مــع هـــذا الـــشــــجــنْ ؟

(2)

مـرتْ الـذكـــرى , على جـرحِــكِ الــقــديــمْ
تــذكــــرتــــهُ .. لـكـــنَّ جـرحـِــكِ أنــكــــــرْ
قــالـــتْ : يـــا جــرحُ هــنـــا كــنــتَ تــقــيــمْ
كـــالـــقـــبـــلــــةِ .. عـلـى الــخـــــدِّ تــظــهــرْ
كـــنــــتَ كـــمـــــا الآنَ .. مُـــراً و لـــئــــيـــمْ
تــشــــربُ الــــدمــــــعَ , و بـــالآهِ تــــســـكـــرْ
كــمْ ســـاهــرتــنـــي , فــي لــيــــــلٍ بـــهـــيـــمْ
فَـــذُبـــتُ بـــمــــاءِ حــنــيـــنــكَ كــالــســــــكــرْ
مــــع الــــــزمــــــنِ .. كــــلُّ جــــرحٍ ألــــيــــمْ
يــمــضــي , إلا جـرحـــكِ يـــصــيــــرُ أكــبــرْ

(3)

أنــــــا رجــــلُ الأحــــزانِ .. يــا ســــيـدتـيْ
شــــربــتُ و ســقــيـتُ الشـكــوى , أنــيــــنْ
فــلـــمـــا مـــرتْ أســـــمــاكـُــكِ فـي أوردتــيْ
أنــكـــرَ قــامـــوســـي وصـــفَ " حــزيــــنْ "
صِـــرتِ فـكـرَتي , بَسـمـتـي , وردتـيْ ..
شــــــاركــتُــكِ الـــرؤى و مـــا تــحــلــمــيـــنْ
كــنـتُ أحـرصُ عـلـيـكِ كـطـفـلـةٍ بـعُـهـــدتـيْ
و أخــافُ عــلــيــكِ مـن غـــــدرِ الــسـنــيــنْ
قــبــلــكِ .. كــنــتُ أصـــــادقُ وحــــدتــيْ
بـعـدكِ .. يـا حـقـودة , صادقتُ الحـنـيـنْ


انتهى