ندوة في نابلس بعنوان 'نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام'
--------------------------------------------------------------------------------
نابلس27-2-2008وفا- نظم مكتب وزارة الإعلام في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ضمن برنامج حوار مع مسؤول، اليوم، ندوة بعنوان 'نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام'.
وشارك في الندوة مفتي نابلس الشيخ أحمد شوباش، والأب يوسف سعادة راعي كنيسة الروم الكاثوليك، والأب جورج عواد راعي كنيسة الروم الأرثوذكس، والقس إبراهيم نيروز راعي الكنيسة الأسقفية في نابلس ورفيديا، والشيخ عزام العكر رئيس محكمة الاستئناف الشرعية.
وقال شوباش إن هذه الندوة تدل على أننا شعب واحد في موقع واحد، لا فرق بيننا من ناحية استهدافنا وعداوة المحتل لنا.
وعبر شوباش عن استيائه الشديد بسبب تكرار الرسومات المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي، مضيفا أن هذه الإساءة صدرت عن فئة غير دينية، خارجة عن كل معايير الدين، وأن الإساءة لنبينا محمد والقرآن والمسيح وأمه العذراء،
تدل على ثورة ضد كل دين سماوي جاء من عند الله عز وجل وليس ضد الإسلام فقط.
وأشار إلى أن 'هذه الندوة تدل دلالة واضحة على أن الأعداء فشلوا وسيفشلون في خرق وحدتنا وبث الفرقة بيننا، فنحن شعب واحد وأمة واحدة تعلمنا من الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي الوحدة والمحبة والأخوة'.
وتساءل شوباش: هل حرية التعبير تسمح بالاعتداء على أي قيمة في ذلك المجتمع أو الإساءة إلى وزير أو رئيس؟
ولماذا عندما يتعلق الأمر بالقرآن والإسلام ورسولنا يباح ويصبح ضمن حرية التعبير؟
وأوضح أن من أساء إلى رسولنا الكريم لا يصح أن ينتسب إلى الدين المسيحي، فهذه ليست تعاليم الدين المسيحي الذي دعا إلى الأخوة والمحبة.
بدوره؛ قال الأب يوسف سعادة إن فلسطين تتعرض لمحنة وواقع مصيري، معربا عن أمله في زوال هذه المحنة وتجنيب شعبنا ومقدساتنا الويلات والمحن.
وأضاف أننا متفقون على كوننا فلسطينيين ولن يحيدنا عن هويتنا أي مؤثر كان مهما عظم، وسوف نعلم مثيري الفتن درسا في الوحدة والتآخي والمحبة لأننا ننطلق من مفهوم وإيماني وإلهي واحد.
وعبر الأب سعادة عن رفضه المطلق للرسوم المسيئة للنبي محمد، داعيا المدعين للثقافة والعلم والمعرفة والديمقراطية إلى مراجعة الكتاب المقدس، لأنه من عند الله عز وجل وفيه معنى المحبة والأخوة الحقيقية، وبالتالي لا يجوز لهم الاعتداء على كرامة المسلمين ورموزهم الدينية.
وبين أن الإساءات ليست من حرية التعبير عن الرأي، لأن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وما حدث يعبر عن حقد وكراهية وبغضاء.
وقال إن الحروب الصليبية وصمة عار على جبين الكنيسة، وإننا في فلسطين لا نزال نعاني من هذه الوصمة التي لطختنا بها حضارة أوروبا.
من جهته، استنكر الأب جورج عواد الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن هذا الاستنكار سببه الأول أن النبي محمد أرسل إلى الناس كافة على كوكب الارض، وأن الاعتداء على أي نبي اعتداء على الله لأن الأنبياء والرسل من عند الله.
وأضاف أن الذين قاموا بهذه الإساءة لا يعترفون بالإرادة الإلهية، وأن هدفهم التفرقة بين المسلمين والمسيحيين.
وبين أن الرد على المسيئين يكون بوحدتنا التي يجب أن تكون الصخرة التي تتحطم عليها جميع المؤامرات، مشيرا إلى أن الديانة الإسلامية سمحة وليست ديانة عنف وإرهاب كما يصورها أعداؤها.
بدوره، قال الأب إبراهيم نيروز إن الخطوط الحمراء في أوروبا والممنوع الحديث فيها أو الاقتراب منها هي النازية والمحرقة والأمور التي تخص اللاسامية، أما فيما يتعلق بالإسلام وأمور الدين والإساءة للنبي محمد فهذه خطوط خضراء يسمح التكلم فيها وتندرج ضمن حرية التعبير عن الرأي.
واعتبر الشيخ عزام العكر أن هذه الإساءات تهدف إلى زرع الفتنة بين الديانات حتى يثور أصحابها على بعضهم.
وقال إن لقاء اليوم يدل على وحدة الديانات التي تجمعنا في فلسطين، وإننا نضرب لهم مثالا حيا على وحدتنا وعلاقتنا التاريخية.
وكان ماجد كتانة مدير مكتب وزارة الإعلام في نابلس افتتح اللقاء بالتأكيد على وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني، وأننا نعيش في وطن واحد ولنا قضية واحدة، مضيفا أن الرسومات المسيئة للنبي محمد جاءت مخالفة لتعاليم الديانات الثلاث.
عاشقة النورس